سورة الفرقان سورة مكيّة آياتها 77. السورة تسير بسياق متميّز فتبدأ بآيات فيها ما قاله المكذبون (وقالوا) ثم تأتي آيات تهدئة الرسول وتعقيب على ما قالوا، ثم تأتي آيات تتحدث عن عاقبة التكذيب ويستمر هذا السياق إلى في معظم آيات السورة الكريمة. كما يحسن أن تكون سورةُ الفرقان خاصة، مما يُبدأ بتعلمه من القرآن الكريم، حفظاً ومدارسةً وتدبراً؛ لأنها باب عظيم من أبواب القرآن، ومدخل فسيح من مداخله الكبرى. مَنْ تَخَلَّقَ بحقائقها الإيمانية، وتحقق بمنازلها الربانية؛ نال من كنوزه الوفيرة فضلا عظيما! إذ فيها من الأسرار العَجَبُ العُجَابُ، عيونا تتدفق بالأنوار واللطائف والبركات، من بدايتها إلى نهايتها؛ بما يكفي السالكَ ويُمَكِّنُهُ - بعد تخلقه بأخلاقها وتحققه بمنازلها – أن يلج إلى مسالك القرآن جميعها! ويكون من (عباد الرحمن) حقيقةً!(هذه الفقرة مستمدة من كتاب الفطرية: للدكتور فريد الأنصاري) يكفيك من ذلك إشارةً أنَّ اسمها هو أحد أهم أسماء القرآن! ولا سورة سميت بمثل اسمها، مع أن أسماء القرآن الواردة بنصه كثير. ثم إن موقعها منفتح على أواسط القرآن، ولذلك فهي تدخل بصاحبها إلى ساحاته وباحاته؛ وتفضي به إلى معارجه ومقاصده. ومن هنا كانت آياتها كلها تدور على محاور القرآن الكبرى، بدءا بأصول الإيمان وحقيقة التوحيد والإخلاص، فدلائل النبوة، وحقائق البعث ومشاهد القيامة، والوعد والوعيد، وموازين العدل، وعِبَرِ القصص، ثم حِكَمِ التشريع وجماله. ولذلك كانت خاتمتها تحمل من ثمار الإيمان ومدارجه ما يرتقي بالعبد إلى منازل الأولياء والصدِّيقين! وما التوفيق إلا بالله. (هذه الفقرة مستمدة من كتاب الفطرية: للدكتور فريد الأنصاري)
1الترتيب في المصحف 25
2عدد الايات 77
3عدد الكلمات 869
4عدد الحرف 3768
5النزول مكية