بسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة و السلام على اشرف الانبياء والمرسلين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
أعزائي , هذه مقتطفات جمعتها من كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير. راجياً من المولى عزّ وجلّ أن تعم الفائدة على الجميع
---(=*=*=*=*=*=*=*= )---
ذكر وفاة آدم عليه السلام
روى أبو هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: قال الله تعالى لآدم حين خلقه: إئتِ أولئك النفر من الملائكة قل السلام عليكم، فأتاهم فسلّم عليهم، وقالوا له: عليك السلام ورحمة الله، ثم رجع الى ربّه فقال له: هذه تحيّتك وتحية ذريتك بينهم، ثم قبض له يديه فقال له: خذ واختر، فقال: أحببت يمين ربي وكلتا يديه يمين، ففتحها له فإذا فيها صورة آدم وذريته كلهم، وإذا كل رجل منهم مكتوب عنده أجله، وإذا آدم قد كتب له عمر ألف سنة، وإذا قوم عليهم النور، فقال: يا رب من هؤلاء الذين عليهم النور? فقال: هؤلاء الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الى عبادي، وإذا فيهم رجل هو من أضوئهم نوراً ولم يكتب له من العمر إلا أربعون سنة، فقال آدم: يا ربّ هذا من أضوئهم نوراً ولم تكتب له إلا أربعين سنة، بعد أن أعلمه أنه داود، عليه السلام، فقال: ذلك ما كتبت له، فقال: يا ربّ انقص له من عمري ستين سنة.
فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلما أهبط الى الأرض كان يعدّ أيّامه، فلما أتاه ملك الموت لقبضه قال له آدم: عجلت يا ملك الموت قد بقي من عمري ستون سنة، فقال له ملك الموت: ما بقي شيء، سألت ربّك أن يكتبه لابنك داود، فقال: ما فعلت فقال النبيّ، صلى الله عليه وسلم: فنسي آدم فنسيت ذرّيته وجحد فجحدت ذرّيّته فحينئذٍ وضع الله الكتاب وأمر بالشهود.
---(=*=*=*=*=*=*=*= )---
ذكر وفاة ابراهيم عليه السلام
لما أراد الله قبض روح ابراهيم أرسل اليه ملك الموت في صورة شيخ هرم، فرآه ابراهيم وهو يطعم الناس وهو شيخ كبير في الحرّ، فبعث إليه ب**** فركبه حتى أتاه، فجعل الشيخ يأخذ اللقمة يريد أن يدخلها فاه فيدخلها في عينه وأذنه ثمّ يدخلها فاه، فإذا دخلت جوفه خرجت من دبره، وكان ابراهيم سأل ربّه أن لا يقبض روحه حتى يكون هو الذي يسأله الموت.
فقال: يا شيخ مالك تصنع هذا؟ قال: يا إبراهيم الكبر، قال: ابن كم أنت؟ فزاد على عمر ابراهيم سنتين، فقال ابراهيم: إنّما بيني وبين أن أصير هكذا سنتان، اللهم اقبضني إليك فقام الشيخ وقبض روحه ومات وهو ابن مائتي سنة.
---(=*=*=*=*=*=*=*= )---
ذكر وفاة موسى عليه السلام
إنّ موسى كره الموت فأراد الله أن يحبّب إليه الموت، فأوحى الله إلى يوشع بن نون، وكان يغدو عليه ويروح، ويقول له موسى: يا نبيّ الله ما أحدث الله إليك؟ فقال له يوشع بن نون: يا نبيّ الله ألم أصحبك كذا وكذا سنة فهل كنت أسألك عن شيء مما أحدث الله لك ولا يذكر له شيئاً، فلمّا رأى موسى ذلك كره الحياة وأحبّ الموت.
وقيل: إنه مرّ منفرداً برهط من الملائكة يحفرون قبراً، فعرفهم فوقف عليهم، فلم يرَ أحسن منه ولم يَر مثل ما فيه من الخضرة والبهجة، فقال لهم: يا ملائكة الله لمن تحفرون هذا القبر؟ فقالوا: نحفره لعبد كريم على ربّه، فقال: إنّ هذا العبد له منزلٌ كريم ما رأيتُ مضجعاً ولا مدخلاً مثله، فقالوا: أتحبّ أن يكون لك؟ قال: وددت، قالوا: فانزل واضطجع فيه وتوجّه إلى ربك وتنفّس أسهل تنفس تتنفسّه، فنزل فيه وتوجّه إلى ربه ثم تنفس، فقبض الله روحه ثمّ سوت الملائكة عليه التراب.
---(=*=*=*=*=*=*=*= )---
ذكر وفاة زكريا عليه السلام
لما قُتل يحيى وسمع أبوه بقتله فرّ هارباً فدخل بستاناً عند بيت المقدس فيه أشجار، فأرسل الملك في طلبه، فمرّ زكرياء بالشجرة، فنادته: هلمّ إليّ يا نبيّ الله فلمّا أتاها انشقّت فدخلها، فانطبقت عليه وبقي في وسطها، فأتى عدوّا الله إبليس فأخذ هدب ردائه فأخرجه من الشجرة ليصدّقوه إذا أخبرهم، ثمّ لقي الطلب فأخبرهم، فقال لهم: ما تريدون? فقالوا: نلتمس زكرياء، فقال: إنّه سحر هذه الشجرة فانشقت له فدخلها، قالوا: لا نصدّقك قال: فإنّ لي علامة تصدّقوني بها؛ فأراهم طرف ردائه، فزخذوا الفؤوس وقطعوا الشجرة باثنتين وشقّوها بالمنشار، فمات زكرياء فيها، فسلّط الله عليهم أخبث أهل الأرض فانتقم به منهم.
---(=*=*=*=*=*=*=*= )---
ذكر وفاة داوود عليه السلام
كان لداوود جارية تغلق الأبواب كل ليلة وتأتيه بالمفاتيح فيقوم إلى عبادته، فأغلقتها ليلة فرأت في الدار رجلاً فقالت: من أدخلك الدار؟ فقال: أنا الذي أدخل على الملوك بغير إذن، فسمع داود قوله فقال: أنت ملك الموت؟ قال: نعم، قال: فهلاّ أرسلت إليّ لأستعدّ للموت؟ قال: قد أرسلتُ إليك كثيراً، قال: من كان رسولك؟ قال: أين أبوك وأخوك وجارك ومعارفك؟ قال: ماتوا، قال: فهم كانوا رسلي إليك لأنك تموت كما ماتوا ثمّ قبضه، فلمّا مات ورث سليمان ملكه وعلمه ونبوّته. منقول 00 للفائده