سبقت هوازن المسلمين إلى وادي حنين،
ورتبوا صفوفهم ووضعوا خطتهم، وتقدم
خيالة المسلمين بقيادة خالد بن
الوليد، وبقية صفوف الجيش، وتراجعت
هوازن في بداية القتال لكنها عادت
فرشقت المسلمين بالسهام الكثيفة
بصورة دقيقة، ففر الطلقاء والأعراب
وبقية الجيش، ولم يبقى حول الرسول
صلى الله عليه وسلم إلا فئة قليلة
صمدت بصموده حتى نادى عليه الصلاة
والسلام: (أنا النبي لا كذب أنا ابن
عبد المطلب)، وأمر العباس فنادى في
الناس، فتجمع لديه مائة أو أقل، ثم
أخذ المهاجرون والأنصار بالعودة وهم
يرددون لبيك لبيك، واشتد القتال من
جديد، قال الله تعالى: (ثم أنزل الله
سكينته على رسوله وعلى المؤمنين
وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين
كفروا) التوبة/ 26.
ولم
تصمد هوازن طويلاً فقد فرت من
الميدان، وبلغ قتلى هوازن اثنين
وسبعين قتيلاً في الميدان،
وثلاثمائة قتيل خلال الفرار
والهزيمة، وعدد آخر من القتلى، وأما
السبي فقد بلغ ستة آلاف، وبلغت
الغنائم مبلغاً عظيماً. أما المسلون
فقد بلغ عدد الشهداء أربعة، وأصيب
عدد من الصحابة بجروح